الأساتذة والطلاب
أما أترابي من أبناء الصف فكانوا من اللبنانيين و السوريين و الفلسطينيين و المصريين و من أبناء المغتربين. و قد تابع بعضهم فيما بعد الدراسة في كلية الآداب و العلوم، و انقطع آخرون أو انتقلوا إلى معاهد أخرى. و ظلت تربطني بالكثيرين منهم روابط صداقة سنوات عديدة. و صادف التحاقي بالمدرسة في خريف ١٩٢٣ تولى رئاسة الجامعة (و المدرسة الاستعدادية الملحقة بها) المستر بايرد ضودج
قسطنطين زريق، سيرة ذاتية غير منشورة
على أن العنصر الأهم في عمل الجامعة لم يكن التعليم بمعناه الضيق، بل التربية بمعنى أرحب، فكانت ترمي لا لمنح درجات علمية، أو لإعداد لمهن معينة ولا حتى لتدريب باحثين مختصين، بل الى "صنع رجال" و"تكوين حياة" شعارها: "لكي تكون لهم حياة ولتكون حياة أفضل" يدفعها الى ذلك تراثها، الذي كان في الأصل تبشيرياً ثم تحول تدريجياً الى التهذيب الخلقي والى تنمية الحس الاجتماعي الانساني
قسطنطين زريق، سيرة ذاتية غير منشورة
أما الأثر الثالث لدراستي في الجامعة الأميركية في بيروت، بل لعله الاول والأهم، فيعود إلى أساتذتي الأفاضل من أميركيين وعرب الذين كانوا يسهرون على "تربية" طلابهم، لا علميا فحسب، بل خلقيا ووطنيا أيضا
قسطنطين زريق، سيرة ذاتية غير منشورة