Diplomatic Sector Service: 1945-1947
عمل د. زريق في السلك الدبلوماسي بين سنة ١٩٤٥-١٩٤٧ كمستشار أول للمفوضية السورية في واشنطن ١٩٤٥-١٩٤٦)، ثم كوزير سورية المفوض في واشنطن وكعضو وفد سورية الى الجمعية العامة للأمم المتحدة، ثم نائب مندوب سورية الى مجلس الأمن (١٩٤٦-١٩٤٧). لم يكن العمل الدبلوماسي موائماً تماماً لطبع د. زريق الأكاديمي، ولكنه استلم مهامه بجدية، ايماناً منه بخدمة وطنه. عمل جديّاً على بناء السفارة السورية في واشنطن، تعاون مع آخرين لمعالجة قضية جلاء القوات الفرنسية عن لبنان وسوريا، مثل بلاده في الأمم المتحدة في عدة مؤتمرات، وإهتم بقضية فلسطين محاولاً تفادي كارثة التقسيم التي كانت على الأبواب
عظمة، عزيز (2003). قسطنطين زريق: عربي للقرن العشرين. بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية
التعيين في المفوضية السورية في واشنطن
صارحني الدكتور [ناظم] القدسي في هذه الزيارة بغايته [أيّ معاونته في تشكيل جهاز مفوضية واشنطن] وطلب مني أن أتعاون وإياه مشيراً إلى أنها مهمة وطنية في بدء عهد الإستقلال وأن من واجبي أن أشارك في تأديتها
ويصف عزيز العظمة في كتابه "قسطنطين زريق: عربي للقرن العشرين" انتقال زريق من التعليم الى السلك الديبلوماسي: […] غادر زريق بمعية زوجته وطفلتيه، وناظم القدسي، وحسني الصواف، الى الولايات المتحدة في شباط/فبراير أو آذار/مارس ١٩٤٥. […] استلم بعد مغادرة ناظم القدسي منصب الوزير السوري المفوض في الولايات المتحدة، وقدم أوراق إعتماده كسفير الى الرئيس ترومان في ١٣ شباط/ فبراير ١٩٤٦
عظمة، عزيز (2003). قسطنطين زريق: عربي للقرن العشرين. بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية
ولم تكن لنا خبرة في أصول التعامل الدبلوماسي، ولا كانت لوزارة الخارجية السورية تقاليد في هذا المجال لأنها كانت حديثة الإنشاء، فاتبعنا في أعمالنا أسلوب "التجربة والخطأ" وأُفدنا من خبرة المفوضيتين العربيتين السابقتين، ومما كنا نقتبسه بصورة غير مباشرة من معاملات وزارة الخارجية
:أما رأي زريق بالدور العربي في الأمم المتحدة فقد عبر عنه بقوله
"إن ثمة فرقاً هائلاً بين الحق العربي من جهة وكفاءة العرب في الدفاع عنه من جهة أخرى"
وإذا أردنا ان نلخص أهم ما قام به الدكتور زريق بالحقل الدبلوماسي فقد ذكره العظمة كما يلي وفي هذا السياق نشط زريق في بناء السفارة وما تطلب هذا من بناء علاقات محلية (ولم يكن في ذلك الوقت إلا سفارتان عربيتان ف واشنطن، سفارتا مصر والعراق)، وما كانت للخارجية السورية بعدُ تقاليد دبلوماسية، فإضطر الى التعلم من التجربة والخطأ. وسعى زريق والوفد اللبناني الى الأمم المتحدة (برئاسة الدكتور شارل مالك) لمعالجة قضية جلاء القوات الفرنسية عن سورية ولبنان بعد إعلان إستقلالهما، ونجحا في إستصدار قرار بهذا الشأن من مجلس الأمن في شباط/فبراير ١٩٤٦ (وثم الجلاء عن سوريا في ١٧ نيسان/أبريل ١٩٤٦ وعن لبنان في ٣١ كانون الأول/ديسمبر ١٩٤٦). […]
عظمة، ع (2003). قسطنطين زريق: عربي القرن العشرين. بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية
ومع تمام قضية الإستقلال، إنشغل زريق (كما إنشغل فارس الخوري وفاضل الجمالي وشارل مالك) بالقضية الفلسطينية، وفعل ما بوسعه من وضعه كعضو مناوب في مجلس الأمن لتفادي كارثة التقسيم في سياق وضع عالمي ذي معالم معروفة من الجميع لم يمكث زريق طويلاً في واشنطن، فلم يكن العمل الدبلوماسي موائماً لشخصيته ولطباعه، وكان راغباً في العودة الى العمل الأكاديمي