الحركة العلمية والأدبية
المسرح
عاش العلَّامة المعلوف في الفترة الممتدة بين أواخر القرن التاسع عشر وأواسط القرن العشرين والتي شهدت نهضة أدبية ومسرحية ملحوظة في لبنان وسورية اتسمت بتطور وانفتاح كبيرين. فقد ظهرت العديد من المسارح التي تعكس الثقافة والهوية الوطنية، وتقدم مجموعة متنوعة من الأعمال المسرحية الأصيلة أو المعربة بيد نخبة من الأدباء والمثقفين المحليين. وقد تأسست الفرق الفنية وأسست المسارح ونشط الكتاب والمؤلفون المسرحيون فساهمت هذه الأنشطة في تعزيز الهوية الوطنية وتنمية الحوار الثقافي والاجتماعي مما لفت انتباه عيسى المعلوف فحرص على الاحتفاظ بالعديد من المسرحيات التي كانت بقلمه، مثل «رواية تنصّر النعمان بن المنذر»، أو بأقلام ابنه فوزي («الحب الخالد» و«ابن حامد») وابنه شفيق («ليلى الأخيلية» و«سجين المظلم» بقلم ميشال إبراهيم المعلوف)، والسيدة حلا المعلوف «أتمّت الواجب» و«الجانية» (وهي والدة الأديبة نازك سابا يارد وقد عملت في مستشفى الجامعة الأميركية لفترة من الزمن بعد وفاة زوجها). إضافةً إلى مسرحية يعقوب صنوع «موليير مصر وما يقاسيه» والأعمال المعربة مثل رواية «كونزلف البطل الإسباني» أو «سقوط غرناطة» معربة عن فلوريان الفرنسي بقلم فوزي معلوف، ورواية »السراي الحمراء« تأليف سكولاري وتعريب نقولا رزق الله، ورواية «أتَلَا» المُعرَّبة عن الفرنسية بقلم شفيق معلوف الخ.
الشعر
تضم مكتبة عيسى أيضاً مجموعةً كبيرةً من المخطوطات الشعريَّة التي نسخها بيده نقلاً عن مصادر أُخرى، لعلَّ من أبرزها أبياتٌ وضعها بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس غريغوريوس الرابع حدَّاد، يمتدح فيها الشيخ يوسف الأسير، الذي تتلمذ هو على يديه، فيقول:
لأبي محمد الأسير فضل عليّ أنا الحقير
والرسم يشهد قائلا إني أسير ابن الأسير
:ومن القصائد المُميزة في هذه المجموعة بعض الأزجال منها واحدة لإلياس الفران الزجال في يوسف طنوس المعلوف
متن وغرب وجرد وشرق ونصارى وبني معروف مين ما سألتو بيقلك يوسف طنوس المعلوف
مين ما سألتو بيقلك وصيتو لبيتو بيدلك لقلوب الناس تملك من زود ما عندو معروف
...مين ما سألتو بيقلك يوسف طنوس المعلوف
وبعض ما قيل من الشعر في تهنئة بعض الشخصيَّات بتبوِّأها مناصب سامية في الدولة العثمانية، كمنصب أمير الأمراء، ومنها أشعارٌ قيلت في بعض المُناسبات المُهمَّة، منها بطاقة طُبعت فيها أبيات شعر احتفاءً بافتتاح مجمع القاهرة في 25 نوفمبر 1933.
المحاضرات
في بدايات القرن العشرين، كانت المحاضرات التاريخية والاجتماعية والثقافية والأدبية المنظمة في الجامعات والنوادي والجمعيات في سورية ولبنان تلعب دوراً مهماً في نقل المعرفة والثقافة لأفراد المجتمع. وكانت هذه المحاضرات يلقيها نخبة من المثقفين العرب من أدباء وشعراء وصحفيين وأهل العلم الذين كانوا يجوبون المنطقة لتوسيع الآفاق وتعزيز التعلم المستمر وتشجيع الإلهام والتحفيز، وتعزيز التواصل الإجتماعي ونشر المعرفة بين أبناء بلادهم وكانت هذه المحاضرات تنظم من قبل بعض الجامعات كالجامعة الأميركية في بيروت، وجامعة القديس يوسف، والجامعة الأميركية في القاهرة، أو من قبل جمعيات مثل جمعية شمس البر أو المدارس كالمدرسة الشرقية، والمجامع العلمية في دمشق وبيروت والقاهرة. ومن الشخصيات البارزة في هذا الحقل: أمين الريحاني، وفيليب دي طرزي الذي ألقى محاضرة عن علاقات ملوك فرنسا بملوك العرب 1937، وعيسى إسكندر المعلوف الذي ألقى محاضرات كثيرة في لبنان وسورية ومصر، وأمين تقي الدين، وخليل مطران الذي أنشد قصيدة «نيرون» في حفلة جمعية تنشيط اللغة العربية في الجامعة الأميركية يوم 17 أيار سنة 1924، وجرجي باز الذي تكلم عن نازك العابد ومدرسة برمانا، وشبلي الملاط الذي ألقى موشح «الجمال والكبرياء» في حفلة شمس البر سنة 1904، واحتفظ المعلوف بتذكرة دعوة لمحاضرة مي زيادة في الجامعة الأميركية بالقاهرة وخطاب لبيبة الهاشم في الكلية الشرقية في زحلة سنة 1907وخطاب «التمدن الحديث وتأثيره في الشرق» للسيدة هنا كسباني كوراني مندوبة سورية في مؤتمر شيكاغو العملي العام سنة 1893 الذي ألقته في بيروت في 26 أيار سنة 1896. وقد حافظ العلَّامة المعلوف على الوافر من نصوص المحاضرات في شتى المواضيع كالمرأة، والتاريخ، والطب، والفلك، الخ، مُسهماً في تأريخ الحياة الثقافية والاجتماعية للمجتمع ومعززاً التعلم والتفاعل بين أفراده والباحثين.