الخزانة المعلوفية (خزانة الشرق الكبرى)
نظرة عامة
جمع عيسى إسكندر المعلوف خلال حياته المديدة مكتبة ضخمة، حوت نوادر الكتب والمخطوطات التي اشتراها من لبنان وسورية ومصر. وقد ذاع صيت هذه المكتبة وسميت بالخزانة المعلوفية، واستقطبت الباحثين بحيث صار واجباً على كل عالمٍ يمر بالبقاع أن يزورها، فعرج عليها عدد كبير من الأدباء والشعراء ممن عاصروه أو أتوا بعده، واتفقوا جميعاً على المجهود الكبير الذي بذله العلاّمة المعلوف، في جمع هذه المصادر والمحافظة عليها ودراستها.
تميزت هذه المكتبة كما وصفها الصحافي إدمون صعب[1]، في مقالته «خزانة الشرق الكبرى على ضفاف البردوني» بتعدد المواضيع، تكاد أن تكون أغنى خزائن المعرفة في الشرق على الإطلاق فهي ثمرة جهد، وحصيلة تعقب الآثار الفكرية والمخطوطات النادرة سلخ فيها البحاثة المعلوف أكثر من نصف قرن. وغطت هذه الأبحاث المنحى الأدبي والتاريخي والجغرافي والحقوقي والمعجمي إضافةً إلى متفرقات في الدين والفلسفة وأبحاث شتى أخرى علمية وإجتماعية. وتعددت اللغات التي حوتها، من عربية وسريانية وعبرانية وتركية وفارسية وقبطية وحبشية ولاتينية وفرنسية وإنجليزية ورومانية وإسبانية وإيطالية وبرتغالية وألمانية وهندية فصينية. وقد تفرد القسم العربي بغناه وتنوعه وحوى نوادر المطبوعات، منها ديوان العلامة الشيخ ناصيف اليازجي المعروف بـ«ثالث القمرين»، طبع 1882 ويشتمل على قصيدة نادرة، عثر عليها المعلوف منشورة في إحدى الصحف و«شذرات الذهب في أخبار من ذهب» للمؤرخ الفقيه الأديب أبي الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي وغيرها الكثير.
[1] النهار 6 شباط 1963ص 4