مبدع في زمن الحرب 1975 - 1990
وعلى الرغم من اندلاع الحرب الاهلية في لبنان عام 1975، فإن زكي لم يتوقف عن العطاء الفني بل كانت الاحداث حافزاً له على مقاومة الحرب بالفن. فشارك مع توفيق الباشا في مهرجان اليوبيل الفضي لتولي ملك الأردن حسين الثاني الحكم من خلال العرض الغنائي "برجاس" بإدارة مروان جرّار، رئيس فرقة الفنون الشعبية الملكية الأردنية، وإخراج صبري الشريف. من الأغاني التي قدمها في هذا البرنامج من نظم حيدر محمود : "ميلي يا زهيرات الخزامى"، و"بدّر قمرنا"، و"تهيا يا زين". وقد أصدر في عام 1978 بعد الإجتياح الإسرائيلي الأول لجنوب لبنان ترتيلة "حنانك يا رب الأكوان" في أسطوانة "روض الأغاني الروحيّة" من إنتاج المركز اللوثري للخدمات الدينية والتي كان قد ألّفها في السبعينات بناءً على اقتراح قدّمه لصديقة موريس جهشان، مدير المركز اللوثري للخدمات الدينية في الشرق الأوسط. وهي إحدى الأعمال الدينية التي تميزت بها مسيرة زكي ناصيف وشملت إحياء القداديس وتسجيل الترانيم الطقسية التقليدية بصوته وبأصوات آخرين بالإضافة إلى تأليف العديد من الترانيم الحديثة. والجدير بالذكر أن هذه الترنيمة أعتُمِدت في كتاب القداس الماروني الصادر عن اللجنة البطريركية للشؤون الطقسية في بكركي عام 2005. كما اعتمدت رابطة الكنائس الإنجيلية في الشرق الأوسط ترتيلتي "اذكر الخالق أيام الشباب" (نظم وليم صعب) و"أحبك ربي بقلب نقي" (نظم مخايل صوايا) في كتاب الترانيم الروحية للكنائس الإنجيلية الصادر عن في عام 1990. أعد الأغاني والموسيقى لمسلسل "بربر آغا" من تأليف انطوان غندور(1942-) وبطولة أنطوان كرباج (1935-) وإخراج باسم نصر، الذي قدم مجددًا كمسرحية في كازينو لبنان العام 1980. توالت الأعمال المشتركة مع أنطوان غندور لتشمل المسلسل التلفزيوني "بو بليق" ومسرحيتي "يوسف بك كرم" (1994) و"طانيوس شاهين" (1998)، وكليهما من إخراج ريمون جبارة وبطولة أنطوان كرباج و"المير واستير" (1995) من إخراج نزيه قطان (1922-2002). كما تجلى ذروة عطائه الفني عام 1981 المتمثل بتلحين مغناة "يا بني أمي" (Cantata)، والتي يعتبرها العديد من المؤرخين الموسيقيين أحد أهم الأعمال الموسيقية الدرامية في تاريخ الموسيقى اللبنانية الحديثة، وهو العمل الثاني الذي يلحنه لفيروز(1934-) بعد مغناة "هو وهي" (Symphonic poem) شعر فدوى طوقان (1917-2003) عام 1954. وعلى إثر الاجتياح الاسرائيلي للعاصمة اللبنانية عام 1982 أسس "المركز الموسيقي" في معهد الرسل في جونية بالتعاون مع جوزف اشخنيان، ولحن أول نشيد للمعهد "حييت يا معهد الرسل"وكذلك أصدرت شركة صوت الشرق في عام 1984 أسطوانتين من أغانٍ مختارة من مسيرة زكي ناصيف الفنية، أعاد تسجيلها بصوته، تبعتها عدة أسطوانات مدمجة في التسعينات. قدّم زكي "راجع يتعمر لبنان" مع الفائزين في حفل ختام برنامج استديو الفن، دورة العام 1988، والتي سبق أن أطلقها في برنامج ضيوف السبت (1986-1987) عبر شاشة المؤسسة اللبنانية للارسالقد استمر زكي في العطاء للشباب عبر قبوله بعضوية مجلس إدارة المعهد الوطني الموسيقي في عام 1989