AUB Libraries Online Exhibits

مهرجانات بعلبك

HIC_6289.jpg
الدبكة الشعبية يرافقها وديع الصافي في مهرجانات بعلبك

أسس في عام 1957 "مهرجان الفن الشعبي اللبناني" في مهرجانات بعلبك الدولية بالتعاون مع الأخوين رحباني، وتوفيق الباشا، ومروان جرّار (-1931) ووديعة جرّار (1929-2012)، وصبري الشريف، وبديع بولس وغيرهم. وفي تلك الليالي الأولى قدّم "يا لالا عيني لالا" وكذلك "طلوا حبابنا طلوا" بأصوات الكورس، واللتين كانتا أول محاولة لانشاء دبكة مربعة الوزن تتوائم مع خطوات الراقصين وتتبدل في سرعتها لتنويع أشكال الخطوات وتحريك الراقصين على المسرح. وقد شكّلت مهرجانات بعلبك المدخل لاهتمام زكي ناصيف بالفلكلور، وتميزت مقاربته بإطالة الجملة اللحنية وتركيز قالب الدبكة الموسيقي. كما تميزت ببناء ألحان جديدة على إيقاعات متعددة مأخوذة من التراث الشعبي (الدلعونا، والغزيل، والقرادي، والأهازيج...) أو من الإيقاعات المرتبطة بالموشحات مثل الإيقاع المصمودي، وكتابة الألحان الشعبية وأصوات الآلات الشعبية كالمجوز والمنجيرة اوركسترالياً استنادًا لقواعد الموسيقى الكلاسكية الاوروبية. قد كرّم الرئيس كميل شمعون (1900-1987) والسيدة الأولى زلفا شمعون (1910-1971) المشاركين في المهرجان. وقد كرس المهرجان زكي ناصيف ملحنًا وشاعراً غنائيًا بامتياز

HIC_6291.jpg
الدبكة الشعبية في مهرجانات بعلبك

شهدت مهرجانات بعلبك الدولية في عام 1958 انتكاسة كبيرة تمثلت بإلغاء المهرجانات بسبب المواجهات في بيروت. شارك في عام 1959 في "مهرجان الفن الشعبي اللبناني" الثاني في مهرجانات بعلبك الدولية. ومن الأعمال التي قدمها في هذا المهرجان: "درب الغزلان"، و"هلا يا هلا"، و"صبّحنا وفجر العيد"، و"رمشة عينك"، و"وحياتك يا درب العين"، و"استعراض المواسم". كما أُعيد تقديم "طلوا حبابنا طلوا" وكذلك "يا لالا عيني لالا" بصوت وديع الصافي (1921-2013).

HIC_6293.jpg
التدريبات على الدبكة الشعبية لمهرجانات بعلبك

تلقى زكي ناصيف في عام 1960جائزة أجمل لحن لأغنية لبنانية "طلوا حبابنا" في مهرجان الأغنية العربية في كازينو لبنان إلى جانب أغنية "أيظن" (شعر نزار قباني، ولحن محمد عبد الوهاب، وغناء نجاة الصغيرة) التي حصلت على جائزة أفضل أغنية عربية . وقد افتتح زكي هذا العرض بغنائه موال من نظمه ولحنه ثم تبع هذا المهرجان تقديم أغنية "أيظن" والعرض الأول لفرقة الأنوار"حكاية لبنان"، سيناريو وحوار وإخراج نزار ميقاتي، إعداد وتنفيذ الرقص لمروان ووديعة جرّار، ومشاركة زكي ناصيف وتوفيق الباشا وعفيف رضوان (1929-1972) مع وديع الصافي.

HIC_6296.jpg
رقصة الأباريق

ولحن زكي ونظم القسم الأكبر من البرنامج، ومن هذه الأعمال: "رقصة الأباريق"، و"استعراض المواسم، سهرنا سهرنا.
ما اختتم المهرجان بدبكة ليلتنا وموال : "بلادي من السما إلها مَعِينا/ من الخيرات ما بيُنضب معينا/ واذا هموم الدني كِترت مَعي ناي/ بصوتو بِوشّوش نجوم السما". وعلى إثر هذه النجاحات وتوقف إذاعة الشرق الأدنى على أثر حرب السويس عام 1956، شارك زكي ناصيف في عام 1960 مع بديع بولس في تأسيس "شركة الإنتاج الفني" (Lebanese Recording Company) التي تحولت لاحقًا إلى ستديو بعلبك. وكان بين المشاركين في المرحلة التأسيسية كل من توفيق الباشا، وزكي ناصيف، ونزار ميقاتي (1920-1984)، وكامل قسطندي، وشغل صبري الشريف (1920-1999) منصب المسؤول عن الدائرة الموسيقية، فيما تولى سميح الشريف (-1931) مهمات الإدارة. وظهرت لزكي فيها بعض الاسطوانات.