إنطلاقة مسيرة الإبداع 1953 -1956
الإذاعات
بدأ في عام 1953 مسيرته الاحترافية بالعمل في الإذاعات ، حيث تفرّغ للموسيقى وانضم إلى راديو الشرق الأدنى (الإذاعة البريطانية) كملحن ومغنِ في عام (1953) حيث انطلق في مجال التلحين والغناء، فظهرت له ألحان كثيرة بصوته وبأصوات بعض المطربين الناشئين. وبعد توقف إذاعة الشرق الأدنى سنة (1956) بعامل الظروف السياسية آنذاك، التحق بشركة الإنتاج الفني (LRC) التي ظهرت له فيها بعض الأسطوانات.
كان خط نشاطه متواصل في الإذاعة اللبنانية منذ عام (1956) والتي كانت قد أسستها سلطات الانتداب الفرنسي سنة 1938 وكان اسمها آنذاك "راديو الشرق" ثم صارت "محطة الاذاعة اللبنانية" بعدما استلمت إدارتها الحكومة اللبنانية في عام 1946. كان لهذه الإذاعة شأن كبير في الحركة الثقافية والموسيقية في لبنان حتى تاريخ اندلاع الحرب الأهلية عام 1975. كما عمل زكي في الإذاعة اللبنانية كعازف فيولونسيل وملحّن ومغن. وعلى إثر هذه النجاحات شارك زكي ناصيف في عام 1960 في تأسيس "شركة الإنتاج الفني" إلى جانب كامل قسطندي وصبري الشريف وتوفيق الباشا ونزار ميقاتي بهدف انتاج أغانٍ وبرامج تمثيلية لحساب إذاعات عربية وهيئة الإذاعة البريطانية. وكان إلى جانب هذا يعلّم الغناء العربي في المعهد الموسيقي الوطني اللبناني منذ عام 1968. ومن أوائل أعماله "كيف أنساك" من نظم محمد يوسف حمود وغنائه وألحانه، ويقول مطلعها : " كيف انساك وفي عيني وبالي/ صورة انت على رحب الخيال". وكانت سعاد هاشم أوّل من غنّى ألحانه، ومن أبرزها في تلك المرحلة "دنياك يا أسمر" من نظم إميل رفول. كما كان زكي من الأوائل الذين تخصصوا في التلحين للجوقة، حين كان الغناء الفردي هو المفضل عند الملحنين. وقد قام بهذه الخطوة بدعم من صبري الشريف. ساهم في عام 1954 في تأسيس "عصبة الخمسة" مع توفيق الباشا (1924-2005)، وعاصي الرحباني (1923-1986)، ومنصور الرحباني (1925-2009)، وفلمون وهبي (1916-1985) الذي حل مكانه عبد الغني شعبان (1925-1977).