دوره في تطوير وتنمية المدن 1899-1900
1899 مكافحة الجراد
عندما ضرب الجراد منطقة الشرق الأوسط وبالأخص مدينة بيروت في أواخر أذار من العام 1899 فتوجه الشيخ قباني شخصيا وساعد الأهالي على إتلافه. وقام بنشر المقالات في "ثمرات الفنون" للتوعية حول سبل التخلص منه ومن بيوضه. وقد ضربت جحافل الجراد سواحل فلسطين ولبنان وسوريا في آن معا فألحقت الضرر الكبير بالمزروعات ودفعت بالسلطات لتجييش طاقاتها ومواردها للقضاء عليه وفيما يلي بعض مما نشرته الجريدة عن الحادثة.
"ولم تحسر الشمس أمس عن قناعها إلا وظهرت جيوش الجراد الأصفر الطيار آتية من الجنوب الشرقي فملأت البطاح والقفار حتى كادت تحجب وجه الشمس غير أن اللطيف الخبير أرسل عليها ريحاً بددت شملها ومزقتها كل ممزق وساقت جيوشها الى اليم فغطت سطحه على مسافة أربع ساعات على ما أخبرنا به بعض ركاب البواخر..." "ومن الطريف والذكي في آن أن قامت الحكومة بفرض جزية على كل مواطن هي عبارة عن عشر أقات من الجراد وبيوضه تسلم للبلدية ويؤخذ بها وصل عن كل نفس وإلا فغرامة خمسين قرشاً. وتورد الثمرات أن ما أتلف من الجراد في بيروت من خلال هذه الضريبة بلغ ثلاثين الف اقة عدا عما حملته الرياح الى البحر وما أتلفه الأهالي."
السبيل الحميدي 1900
ومن إنجازات الشيخ قبّاني التي أصبحت واحدة من معالم بيروت، تشييد السبيل الحميدي الرخامي في ما يعرف اليوم بساحة رياض الصلح وذلك بمناسبة مرور خمسة وعشرون عاماً على تولي السلطان عبد الحميد الثاني حكم السلطنة العثمانية وتم تدشينه في الأول من أيلول العام 1900م – 1318هـ. وقامت البلدية برئاسة الشيخ قبّاني بتكليف مهندس البلدية رفعتلو يوسف أفندي أفتيموس بإنجاز هذا المشروع ليكون صدقة جارية. وصدرت الصحف في ذلك الأسبوع تشيد بروعة ودقة العمل على السبيل وتتحدث عن الإحتفالات الضخمة التي أقيمت بالمناسبة. ومن هذه الصحف كانت ثمرات الفنون التي صدرت مزدانة بالمناسبة وأوردت وصفاً تفصيلياً للإحتفالات وللسبيل هذا بعض ما جاء فيه
السبيل الحميدي
"ثم شرف حضرة ملجأ الولاية الجليلة والأركان والأمراء والأعيان مكان السبيل الذي شيده المجلس البلدي في بيروت إجلالاً وتذكاراً لمرور خمس وعشرين عاماً على إرتقاء الجناب العالي السلطاني عرش الخلافة الكبرى وكانت البلدية نصبت بجانبه سرادقاً كبيراً فوقف عطوفة الوالي تلقاء الأنبوب الشرقي يحيط به أعيان المدينة والكل بالملابس الرسمية، ففاه صاحب الفضيلة نقيب أفندي بخطاب مناسب للمقام ختمه بالدعاء الى الله تعالى بطول بقاء الجناب السلطاني معزز الشوكة منصور اللواء موفقاً لأمثال هذه المباني الخيرية .....ثم صدحت الموسيقى العسكرية بالسلام الحميدي وهتف الحضور ... ثم حرك عطوفة الوالي بيمينه آلة إنزال الماء فتدفقت من أنابيب السبيل الثلاثة فشرب منها عطوفته والحاضرون." وأقامت بلدية بيروت عام 1900 هذا السبيل في الساحة التي عرفت فيما بعد بساحة رياض الصلح وقد نقل عام 1957 بأكمله الى حديقة الصنائع المشهورة قرب وزارة الداخلية اليوم