بعض مقالاته الصحفية
كان الشيخ القبّاني شغوفاً بالصحافة. فلم تكن مقالاته تنشر في جريدة ثمرات الفنون فقط بل تعدتها إلى الجرائد والمجلات المعاصرة كالكشاف والعرفان الخ
ثمرات الفنون
تدور مقالات القبّاني الإفتتاحية في ثمرات الفنون حول محاور رئيسية تتعلق بمفهوم الإصلاح وهي: الإصلاح السياسي، الإجتماعي التربوي، والإقتصادي. كان فكرالقبّاني السياسي قريب من فكر جمال الدين الأفغاني في قضية التدهور العام في الممالك الإسلامية.[6] "وعبّر القبّاني في مقالاته عن طرح للإصلاح الإداري يكمن في تحسين إدارة المأمور الذي يجب عليه أن يكون مستقيما وأمينا، وأن يحكم العدل في إجراء الحقوق والواجبات، وأن لا يفرض الضرائب الباهظة على صغار الفلاحين."ووجّه القبّاني إهتمامه وتفكيره أيضا الى موضوعي التربية والتعليم وكيفية إصلاحهما. ولم يرضى أن تكون فئة من أبناء الوطن متفوقة على أخرى، لأن الجميع أبناء وطن واحد، فهم كالجسم الواحد. لذلك "يجب أن يكون الجسم متحليا بزينة واحدة متساوية في القيمة، لا أن تكون متفاوتة." [7] وكذلك "خصص القبّاني كثيرا من مقالاته الإفتتاحية لموضوع الإقتصاد الوطني. فلقد أدرك أن المشكلة الأساسية للإصلاح تكمن في مقاومة الخطرالأجنبي الذي يسعى بقوته السياسية والإقتصادية لمد جذوره الى الممالك العثمانية، وأن العقبة في وجه تتطور الشرق تكمن في تفوق الغرب إقتصاديا. وكان يعلم أن أوروبا وصلت مرحلتها المتطورة بفضل العلم والمعرفة."[8]
الكشاف
لم يتوقف الشيخ القبّاني عن الكتابة بعد توقف ثمرات الفنون بل أخذ ينشر مقالته في المجلات والجرائد الموجودة وقتها فكتب خمسة مقالات في مجلة الكشاف تتناول موضوعين الأول "بيروت: حياتها وتحولاته" في جزئين والموضوع الثاني "بيروت: عادات أهلها" في ثلاثة أجزاء نشرت في مجلة الكشاف السنة الاولى عدد 3 آذار 1927 ص 220 قدم فيها نبذة عن عادات أهل بيروت من المسلمين لعدم العلم بشيء موثوق عن عادات غيرهم. يصف القبّاني في مقالته الأولى بيروت القديمة فيذكر "حدودها وأبوابها وإدارتها زمن الشهابيين، ثم تحسين مركزها التجاري أيام الحملة المصرية، ...ثم يتحدث عن الجرائد، ثم يتناول المدارس الأجنبية التي كان إفتتاحها بهمة المرسلين الأجانب... ثم ينتقل الى جمعية الفنون الإسلامية فيتحدث عن دواعي تأليفها وعن أهدافها." [9] أما الموضوع الثاني ففيه يبحث القبّاني الحياة الإجتماعية في بيروت أوائل القرن العشرين وعادات اهل بيروت التي تختص بالحمل والولادة وما يصاحبها من أحتفالات ومراسيم وطبخ وتقديمات وهدايا الخ.. ثم ينتقل الى التعليم بالكتاتيب وطرقه وما يتبعه من تقاليد شعبية تتعلق بحفظ القرآن وختمه
عبد القادر القباني والمرأة
وكان الشيخ القبّاني يولي تعليم المرأة ونهضتها أهمية خاصة. لذلك سعى مع أعضاء جمعية المقاصد على تأسيس أول مدارسها للبنات. وقد "أخذت جريدة ثمرات الفنون تنشر كل ما يتعلق بأحوال المرأة وما يدعو الى تحسين أوضاعها الإجتماعية وشهدت الجريدة إبتداء من سنة 1891م إزدياداً في نشر تلك المواضيع.[10] ومن إهتمام الشيخ القباني بتقدم المرأة وتطورها وبلورة مواقفها وإحترام آرائها بعث برسالة إلى السيدة عنبرة سلام [11] إثر قراءته لمقالة لها في مجلة الكشاف، المجلد الثاني الجزء الأول 1928 تتحدث فيها عن رحلتها إلى بلاد الإنكليز وتظهر إعجابها بالمدنية التي توصل إليها الغرب... وفي هذه الرسالة يثني الشيخ القباني على مواضيع الآنسة سلام الشيّقة وأسلوبها الرائع، ويبدي إعجابه بكتابتها، الا أنه يوجه إنتباهها إلى ضرورة اليقظة، وعدم الإنجراف نحو الغرب من دون تدقيق في الأمور لكشف مكنوناتها"
العرفان
وتابع الشيخ القبّاني كتابة المقالات فنشر عددا من المقالات السياسية والوطنية ومنها مقالة مهمة عنوانها "فلسطين ومؤامرات الصهيونيين" في مجلة العرفان عام 1929، أظهر فيها رؤيته وموقفه من القضية الفلسطينية والصهاينة ومخططاتهم في الوقت الذي كان العديد من زعماء العرب غافلين عما يحصل. وهو ما يظهر لنا حسّه الوطني وتبصّره ورؤيته الشاملة لقضايا ومستقبل الأمة وغيرته على مصالح العرب والفلسطينيين