دوره في تطوير وتنمية المدن 1881-1898
عضو في مجلس إدارة لواء بيروت 1881
إضافة الى كونه رجلاً تربوياً وصحافياً، كان الشيخ قبّاني رجل دولة بإمتياز. فتقلب في مجموعة من المراكز الأساسية في الدولة والجهاز القضائي أهّله لذلك سمعته الحسنة وتحصيله العلمي وخبرته في الحقل العام. إنتخب الشيخ قبّاني عضواً في مجلس إدارة لواء بيروت في العام 1880م ومن ثم إنتقل الى السلك القضائي حيث عيّن قاضياً في المحكمة الإبتدائية، ثم عيّن بعدها قاضياً في محكمة الإستئناف في العام 1888م.
1897 رئيس المجلس البلدي لمدينة بيروت
قام أهالي المدينة وأعيانها، عام 1897م، بتوقيع عريضة رفعت الى الوالي رشيد باشا يطالبون فيها بالشيخ عبد القادر قبّاني رئيساً للمجلس البلدي، فتم لهم ما أرادوا نظراً لسجله الناصع في القضاء وتجرده وإتصافه بالنزاهة والحياد. وكانت هذه المرة الأولى التي يختار فيها الأهالي رئيس البلدية فكان أول رئيس بلدية منتخب لبيروت. وأوردت صحيفة ثمرات الفنون في عدد 4 و16 آب 1897 خبرالإنتخاب كما يلي: "ورد تلغراف الى مقام الولاية من نظارة الداخلية الجليلة بكف يد بعض مأموري الدائرة البلدية في بيروت وتعيين خلافهم "وقد صدر أمر حضرة ملاذ الولاية الجليلة بتعيين عبد القادر قبّاني صاحب هذه الجريدة ورئيس تحريرها وأحد اعضاء محكمة الإستئناف وكيلاً لرئاسة البلدية وتعيين جرجي أفندي خليل الدباس وبشارة أفندي يارد ممن حازوا الأكثرية في جدول الإنتخاب الماضي عضوين للدائرة المذكورة
بدأ الشيخ قبّاني مهامه بالعمل على إنقاذ صندوق البلدية من العجز والإفلاس مثبتاً مرة أخرى مواهبه كرجل أعمال ورجل إقتصاد فذ وإداري حازم. وعرف عنه أنه كان يتجول في شوارع المدينة بنفسه مطلعاً على أحوالها، متفقداً حاجات أبنائها، مشرفاً بشخصه على تنفيذ المشاريع وعلى سير أمور مدينته. أكمل الشيخ قبّاني سنين ولايته القانونية في رئاسة المجلس البلدي لمدينة بيروت، قائماً بمهام منصبه على أكمل وجه ساعياً لخير المدينة وعمرانها وتنظيم مؤسساتها عاملاً على صرف المال العام في مشاريع تلبي حاجات أهل المدينة وترفع من مستواها بين المدن. وهو الذي كان يأخذ على رؤساء البلدية ومسؤوليها إنشغالهم بمظاهر ورسميات المنصب عوضاً عن متابعة ماهية صرف أموال دافعي الضرائب، فترك على المدينة بصمته الى يومنا هذا ولعل ما اختاره الباحث اللبناني نادر سراج كعنوان لإحدى مقالاته عن الشيخ قباني هو أفضل ما يمثل العلاقة المميزة بين الرجل والمدينة فقال: "عبد القادر قباني.. سيرة مدينة في حياة رجل." أما أهم الأعمال العمرانية والإنمائية التي قام بها الشيخ القبّاني خلال توليه رئاسة البلدية فنذكر بعضها:
برج الساعة 1897
يعتبر برج الساعة في منطقة الثكنات العثمانية أو السراي الكبير تحفة عمرانية هي الأولى من نوعها من حيث الفن المعماري. قامت البلدية بهذا المشروع على نفقتها الخاصة ووضعت له حجر الأساس في التاسع من كانون الثاني 1897م بمناسبة عيد مولد السلطان عبد الحميد الثاني. بعد أخذ إذن من الأستانة بدأ العمل على تنفيذ المشروع فشكلت لجنة للإشراف على التنفيذ وكانت برئاسة عصمت باشا ومن عضوية: عمر بك وخيري بك وحسين بك وعبد القادرأفندي القبّاني، ومهندس النافعة بشارة الدب، والشيخ طه النصولي وخلفه محمد أمين أفندي البربير وجرجس الشويري، وهذين الأخيرين هما عضوي مجلس بلدية بيروت. كما كان مهندس البلدية يوسف أفندي أفتيموس من أعضاء اللجنة كذلك. وفي التاسع من كانون الثاني عام 1897 أقيم إحتفال كبير في المناسبتين: وضع حجر الأساس للساعة وعيد المولد السلطاني. فألقيت الخطب وعزفت الموسيقى في مهرجان كبير حضره كبار الشخصيات من أمراء وقادة عسكريين والوالي رشيد أفندي الذي وضع حجر الأساس ...وبدأ العمل الدؤوب على إتمام البناء فتم ذلك في خمسة عشر شهراً.
يتألف برج الساعة من خمس طوابق بعلو 25 متراً. وفوق الباب إطار من الرخام الأبيض كتب عليه بأحرف ذهبية تاريخ إنشاء الساعة باللغة التركية. وترجمة النص هي: "أنشيء برج الساعة هذا من جانب من إزدانت به أريكة السلطنة السنية العثمانية ومقام الخلافة الإسلامية حضرة السلطان ابن السلطان الغازي عبد الحميد خان الثاني علاوة على مؤسساته الملوكانية النافعة وذلك سنة 1316 هجرية." لا يزال برج الساعة يقف اليوم أمام السراي الحكومي وقد أعيد تشغيل الساعة فيه في 22 تشرين الثاني 1996في ذكرى إستقلال لبنان.
المستشفى البلدي 1898
ومن الأنجازات الكبيرة التي تحققت في ولاية الشيخ قبّاني في رئاسة المجلس البلدي لمدينة بيروت، إنشاء المستشفى الحكومي في بيروت، ففي كانون الثاني 1898 وضع حجر الأساس للمستشفى البلدي. قدم هذا المستشفى خدماته لأهالي بيروت إضافة الى قاصديها وخاصة الفقراء الذين كانوا يعالجون جميعاً بالمجان بما يتضمن المأكل والمشرب، وكان يزيد عددهم في كل شهر عن الخمسماية مريض وبلغت نسبة الشفاء بينهم مستويات جد مرتفعة. وتقدم ثمرات الفنون في المقالة التي تحدثت عن إفتتاح المشفى، صورة عن حالته وتأسيسه وخدماته وفيما يلي المقالة و افتتح الإحتفال بإفتتاحه وكيل رئيس البلدية بخطاب هذا نصه
وها نحن أيها السادة الكرام نحتفل في هذا اليوم السعيد الذي سعد الوطن بمولد عظمته الشاهانية بإفتتاح هذا المستشفى الخيري الذي هو ولا ريب خدمة للإنسانية .وكلنا يعلم أهمية موقع بيروت وشهرتها وأن المرضى يقصدونها من كل فج للإستشفاء من عللهم المزمنة لما شاع وذاع عن تعدد المستشفيات للأغراب وكثرة الأطباء فيها ومع شكرنا لأصحاب هذه المستشفيات لقيامهم بخدمة الإنسانية نرى أن المريض يلزم أن يكون بحجر أمه وتحت مراقبة قومه حباً بإستمرار تبادل عواطف المودة والتراحم وسيقوم هذا المستشفى ان شاء الله بهذه الخدمة الإنسانية والمالية معاً والأعمال بالنيات