نسبه وطفولته
لم يشر أحد الى سبب تسمية أسرة القبّاني البيروتية، ومنها الشيخ عبد القادر، بلقبها القبّاني، وإن كان المرجح أن يكون أحد أجدادها كان رسميا ملتزما رسم القبان أو شيخ القبانية، فكان الوحيد الذي يعرف بالقباني. [1] القبّاني هو من يزن "بالقبّان" الأشياء الثقيلة التي لا يرفعها الميزان البلدي بالغة لحد القنطار وزنا يقال لها "مال القبّان."فالغالب أن كلمة القبّاني تدل على الحرفة وقد ذكر الكونت فيليب دي طرزي في كتابه "تاريخ الصحافة العربية،" أن أصل عائلة القبّاني البيروتية من الحجاز ثم انتقلت إلى جهات العراق فأقام أجداده فيها. وفي عهد الحروب الصليبية أقبل بعضهم الى سوريا وانضموا إلى جيوش السلطان صلاح الدين الايوبي. فسكنوا أولا في مدينة جبيل بلبنان ثم تحولوا إلى بيروت.[2]
في العهد العثماني أصبح مصطفى آغا القباني، والد الشيخ عبد القادر، قائداً للعسكر في مدينة عكا في عهد واليها عبد الله باشا. وقد تصدى مصطفى آغا لحصار إبراهيم باشا لعكا ببسالة أثارت إعجاب الأخير، وخلال هذه المعارك أصيب مصطفى آغا وأسر فقام ابراهيم باشا بإرساله إلى والده محمد علي باشا في مصر مطلعاً إياه على ما أظهره الآغا من شجاعة وإقدام في الدفاع عن عكا يستحقان الإعجاب والتقدير
حاول محمد علي باشا، والي مصر، إقناع القبّاني بالإنضمام اليه، فعرض عليه أن يجعله أمير لواء مقابل أن يخلص اليه إخلاصه لعبدالله باشا. لكن المناصب والأموال لم تغر القبّاني فرفض ان يحيد عن ولائه لعبدالله باشا والسلطان العثماني الذي كان يمثل بالنسبة اليه الخلافة الإسلامية. أخذ مصطفى آغا يماطل إلى أن سنحت له الفرصة للهروب إلى الآستانة حيث لاقى من الإستقبال قدراً كبيراً. إلا أن هذا الهروب والتحدي لمحمد علي باشا أثارا سخط هذا الأخير ودفعاه للإنتقام من عائلة مصطفى القبّاني الموجودة في بيروت فقام بنفيها إلى قبرص حيث أقامت طوال عشر سنوات إلى أن دحر الوالي المصري، فعادت العائلة إلى بيروت حيث ولد الشيخ عبد القادر القبّاني في منطقة زقاق البلاط في العام 1848م.
أما حياته الشخصية فيذكر أنه تزوج مرات عدة في حياته، زوجته الأولى هي السيدة صفية السجعان التي أنجبت له مصطفى، وكان يعمل ضابطاً في الجيش التركي توفي في حياة والده. وبعد وفاة زوجته تزوج الأميرة عليا شهاب حفيدة الأمير بشير شهاب، التي أنجبت له من الذكور نجيب، نور الدين، عدنان، ورشدي. ومن البنات سعدية، لطفية، ورئيفة. ثم تزوج عند كبر سنه السيدة غفران صباغ التي أنجبت عبد الرحمن. ومن زوجات الشيخ أيضاً السيدة فاطمة نضر تزوجها عند كبر سنه أيضاً. ولم تنجب له وبعد وفاته قررت البقاء مع عائلته وعاشت بينهم. ولقد سكن عبد القادر القباني وعائلته في منطقة زقاق البلاط (خلف الاطفائية الحالية) في شارع سميّ باسمه، لكن منزله أزيل وأقيم مكانه جسر باسم عبد القادر القبّاني.[3]