نشاطها المهني
مدرّسة ومديرة في العراق
بعد أن تخرجت أنيسة روضة من الجامعة الأميركية أتيحت لها فرصة العمل في العراق. فتوجهت مع بعض زميلاتها عبر الصحراء الى العراق بواسطة حافلة تابعة لشركة نيرن. لم تكن أنيسة تخاف السفر ولا تفتقد الأمان بسبب وجود العديد من الصديقات والمعارف من الرجال في العراق معها. وقد قوبل سفرها الى العراق في بيروت بالإستهجان ولكنها لم تبالي.
أمضت أنيسة في عملها الأكاديمي هذا أربع سنوات، كانت تمضي تسعة أشهر في العراق وثلاثة في بيروت. كانت أول وظيفة إستلمتها هي معلمة في الموصل تحت إدارة أمة سعيد. وحاولت درس أوضاع المدرسة من جميع جوانبها ودونت الأخطاء لتتعلم وتسعى الى تطوير المهنة.
كانت الآنسة روضة مثال المربية التي تتمتع بالجدارة وعزة النفس والتميز خلال عملها في الموصل مما جعل الطالبات وأمهاتهن يعجبن بها ويحببنها. وفي السنة الثانية، نقلت أنيسة من الموصل الى بغداد حيث إستلمت عدة صفوف ولكن الحمل كان ثقيلا عليها لضعف ثقافة الطالبات.
وفي عام 1938م أستلمت أنيسة إدارة ثانوية الموصل حيث رافقتها أختها سلوى وروز غريب التي إستلمت تعليم اللغة العربية للصفوف الثانوية وقد تشاركت الثلاثة نفس المسكن. كان العمل شاقا بالنسبة لفتاة بأوائل العشرين من العمر. وقد حثت أنيسة الطالبات على التبرع من أجل شراء طائرة تقدم للحكومة العراقية.
خلال عمل أنيسة في العراق دعيت للإنضمام الى نادي المثنى العروبي وبعد بقاءها مدة في بغداد نقلت الى كركوك بصفة مديرة لمتوسطتها لمدة سنة. عادت أنيسة من العراق الى لبنان اوآخرسنة 1941م. حيث إستلمت قسم إنعاش القرية في جبرائيل، عكار تحت إشراف الدكتورعفيف طنوس وخالها حليم نجار ثم تسلمت مركز شتورة.
في هذا الوقت بدأت السيدات في لبنان يدخلن مجال العمل فتوظفن أو فتحن المتاجر. وقد شكلت الجامعيات منهن نواة الإتحاد النسائي اللبناني وكانت منهن الدكتورة جمال حرفوش والأستاذة لورمغيزل وأخريات. وقد عملت هؤلاء السيدات على مقاومة الإنتداب الفرنسي عام 1943م.