طفولتها
أمضت أنيسة طفولتها مع عائلتها في رأس بيروت بجوار الجامعة الأميركية. كان أطفال آل روضة يحبون البحر ويستمتعون بالسباحة وبالنزهات فيه وعلى شاطئه. أما الطفلة أنيسة فكانت تحب المسرح، الحكايات، الشعر والقراءة.
خلال الحرب العالمية الأولى، طُلب والد أنيسة، مثل سائر شباب البلدان الخاضعة للسيطرة العثمانية، للجندية ولكنه كان يهرب مرارا ويعود ليرى عائلته في بيروت. وقد كانت زوجته تحرره بدفع ليرة ذهبية للضباط والجنود العثمانيين ليدعوه حرا ويبقى وسط أهله. وفي إحدى المرّات قُبض على سليم روضة ولم تنفع محاولات زوجته لرشوة الجنود فسيق الى اللاذقية حيث كان وباء التيفوس منتشرا. أصيب سليم روضة بالوباء ومات في دمشق عام 1917 وهو في طريق عودته الى بيروت. تولّت زلفا رعاية وتربية أطفالها محاطة بعطف ورعاية العائلة. وكان الأطفال الثلاثة يمضون العطل المدرسية في قرية العبادية في منزل الجدين أمين نجار وهند أبو عز الدين.