السياحة الترفيهية والشاطئية
تُعدّ الشواطئ اللبنانية الممتدة على طول الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط من أبرز المقومات السياحية التي تمنح لبنان فرادته في المنطقة. إذ تتميّز بمزيج يجمع بين الطابع الطبيعي والجغرافي من جهة، والبُعد الاجتماعي والثقافي من جهة أخرى. فالشواطئ الرملية في بيروت، جونية، وصيدا، على سبيل المثال، تتيح للزائر خيارات متعددة تتراوح بين الاسترخاء على الرمال الذهبية، والاستمتاع بالرياضات المائية مثل السباحة، الغوص، وركوب الزوارق السريعة، وهو ما يجعلها مقصدًا لمختلف الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية.
وعلى الصعيد الثقافي والاجتماعي، تشكّل المدن الساحلية اللبنانية فضاءات ديناميكية للحياة الليلية، حيث تنتشر المطاعم والمقاهي والنوادي التي تعكس تنوع المشهد الحضري اللبناني وتُبرز طابعه المنفتح والمتعدد الثقافات. كما تستضيف هذه المدن مهرجانات موسيقية وفنية ومسرحية على مدار العام، مما يضفي على التجربة السياحية بعدًا ثقافيًا يتجاوز الترفيه البحت ليشمل التفاعل مع الإنتاج الفني والإبداعي المحلي والدولي. وبذلك، لا يُنظر إلى الشواطئ اللبنانية باعتبارها وجهات طبيعية فقط، بل بوصفها منصات متكاملة تدمج بين السياحة الترفيهية والثقافية، الأمر الذي يعزز من جاذبيتها ويكرّس دورها كمكوّن محوري في الاقتصاد السياحي الوطني.
