تحديات وآفاق
رغم التحديات الاقتصادية والسياسية التي يشهدها لبنان، يظل هذا البلد يتمتّع بمقومات سياحية استثنائية تعكس فرادته على المستويين الإقليمي والدولي. إذ يشكّل لبنان فضاءً متكاملاً يجمع بين عمق التاريخ وتنوّع الحضارات من جهة، وغنى الطبيعة وتنوّعها الجغرافي من جهة أخرى. ففي نطاق جغرافي محدود، تتجاور المواقع الأثرية الفينيقية والرومانية والبيزنطية مع المعالم الدينية والثقافية العائدة إلى العصور الوسطى والحديثة، لتشكّل سجلاً حياً لمسار حضاري طويل ومركّب. كما يتيح التنوع الطبيعي الفريد، الممتد من السواحل المتوسطية إلى الجبال المكللة بالثلوج، فرصًا متعددة للسياحة البيئية والرياضية والثقافية.
ومن المنظور التنموي، يمكن القول إن تعزيز الاستقرار السياسي وتوجيه الاستثمارات نحو تطوير البنية التحتية السياحية يشكّلان عاملين أساسيين لإعادة تفعيل هذا القطاع الحيوي. إذ إن تحسين شبكات النقل، وتحديث المرافق الفندقية، وتطوير الخدمات العامة، جميعها عناصر كفيلة بإعادة لبنان إلى مكانته كإحدى الوجهات الأكثر جذبًا في منطقة الشرق الأوسط. وعليه، فإن السياحة في لبنان لا تُختزل في بعدها الترفيهي فحسب، بل تُعد رافعة اقتصادية واجتماعية وثقافية قادرة على الإسهام في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الانفتاح الحضاري.